
في حق المضربين عن الطعام بمختلف سجون النظام الرجعي المعتقل السياسي: محمد القشقاشي أن يضرب الانسان عن الطعام ، أن يحرم جسمه من أبرز و أهم الأسس البيولوجية، أن يحرم نفسه من أعظم شهوة من شهوات الحياة، يعني وصوله إلى قمة نكران الذات ، يعني تكريس حياته لقضيته و قضية كل الكداح . فالإضراب عن الطعام هو الامتناع عن تناول كل أنواع الأطعمة و السوائل ماعدا الماء و السكر وفي حالات عدة الامتناع حتى عن الماء و السكر. فهل من أحد يستفيد من الوضع القائم، جرب الإمساك عن الطعام ولو ليوم واحد؟ حتى يعرف معنى الحياة . " إن الإنسان إن لم يناضل عن أبسط حقوقه فليكف أن يكون إنسانا"، و المعتقل إنسان بدوره، ولا يملك من وسائل النضال من أجل حقوقه و كرامته سوى حياته، بسبب وجوده خلف قضبان الزنازن الحديدية و أمام جبروت الجلادين و تملص "المسؤولين" ... و هذا ما يفرض عليه تقديم حياته مقابل كرامته و حقوقه و حريته، أي أن يضحي بأخر و أغلى ما يملك . ...