في حق المضربين عن الطعام
بمختلف سجون النظام الرجعي
 المعتقل السياسي: محمد القشقاشي

       أن يضرب الانسان عن الطعام ، أن يحرم جسمه من أبرز و أهم الأسس البيولوجية، أن يحرم نفسه من أعظم شهوة من شهوات الحياة، يعني وصوله إلى قمة نكران الذات ، يعني تكريس حياته لقضيته و قضية كل الكداح .
        فالإضراب عن الطعام هو الامتناع عن تناول كل أنواع الأطعمة و السوائل ماعدا الماء و السكر وفي حالات عدة الامتناع حتى عن الماء و السكر. فهل من أحد يستفيد من الوضع القائم، جرب الإمساك عن الطعام ولو ليوم واحد؟ حتى يعرف معنى الحياة . 
"         إن الإنسان إن لم يناضل عن أبسط حقوقه فليكف أن يكون إنسانا"، و المعتقل إنسان بدوره، ولا يملك من وسائل النضال من أجل حقوقه و كرامته سوى حياته، بسبب وجوده خلف قضبان الزنازن الحديدية و أمام جبروت الجلادين و تملص "المسؤولين" ... و هذا ما يفرض عليه تقديم حياته مقابل كرامته و حقوقه و حريته، أي أن يضحي بأخر و أغلى ما يملك .
        وعلى هذا الأساس فإن الإضراب عن الطعام ليس انتحارا أو جهادا في النفس، بل أرقى شكل نضالي يخوضه المعتقل السياسي ( و حتى معتقل الحق العام) الذي يقدر و يحترم و يعرف معنى الإنسانية و الكرامة، و يريد حقوقه و حريته .
        أن يضرب الإنسان عن الطعام، فذلك اقتناع تام بعدالة و مشروعية حقوقه و قضاياه. لنتساءل هل يمكن لإنسان عاقل أن يفرط في أغلى ما يملك (أي حياته ) مقابل أمور تافهة أو غير معقولة أو غير مشروعة؟ أبدا لا .
        فإذا حرموك من لقاء عائلتك و أصدقائك و رفاقك، ماذا ستفعل وأنت خلف القضبان؟ إذا داسوا على كرامتك فهل ستبقى مكتوف الأيدي و أنت أول من تدافع و تناضل من أجلها؟
        إذا اغتصبوا حريتك فهل سترضى بأن تعيش تحت أقدام من لا يعترف أصلا بحقوق الإنسان؟  
        إذا حرموك من العلم و التعلم فهل ستقبل العيش في ظلام الجهل؟....؟
         هل يمكن لأحد منكم أن يعيش حياته أو جزء منها بين أربعة جدران لأزيد من 23 ساعة في اليوم مقابل أقل من ساعة "للتجوال" في مساحة لا تكبر عن مساحة الزنزانة إلا ببعض مترات مربع و تغص بأزيد من 620 معتقل؟
         لهذه الأسباب و أخرى يخوض المعتقلين السياسيين إضرابهم عن الطعام بسجن الذل و المهانة بوركايز بفاس ورفاقهم و كل المناضلين بباقي سجون الرجعية .
         أن يضرب الإنسان عن الطعام، فذلك دليل عن إيمانه بانتمائه السياسي و حتمية النصر .   
        إن انتمائنا السياسي ، انتمائنا لخط الجماهير، لخط الثورة لن يسجل إلا بالتضحية الضرورية في كل لحظة من لحظات الصراع الطبقي، و النهج الديمقراطي القاعدي ليس معزولا عن هذا الأخير، بل فاعل فيه و بقوة، و مادام هدا التوجه المكافح يتعرض الأن أكثر من أي وقت مضى لأخبث الدسائس و المؤامرات بهدف اجتثاثه، وما دمنا ننتمي له و لخط الثورة بشكل عام، فإننا ملزمون من أي وقت مضى كذلك بتقديم التضحيات المطلوبة حفاضا عليه، و دفاعا عن مبادئه، مواقفه و تصوره السياسي الثورة الوطنية الدمقراطية الشعبية الدي ينجم و طموحات الشعب المغربي .
         إن تصور و مواقف النهج الديمقراطي القاعدي لن تكتب بالكلام الفارغ و الشعارات الرنانة، بل بالممارسة العملية، بالتضحيات، فلن نكون أفضل من الدريدي، بلهواري، المعطي، المزياني، و باقي شهداء القضية، و حياتنا لا تساوي شيئا أمام تضحيات هؤلاء، و إذا كان الواقع يتطلب حياتنا فلماذا سنكون بخيلين في تقديمها . 
" وعدا أخير لكل من يهمه الأمر: إننا نحب الحياة و من أجلها سنموت"     
فتحية الإخلاص و الرفاقية لكل المبدئيين و الغيورين.
المعتقل السياسي: محمد القشقاشي

رقم الاعتقال: 26166


السجن المدني بوركايز-فاس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....