كلمة المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعديفي الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرفيق مصطفى مزياني .



نقف اليوم بإحدى مناطق المغرب المنسي و المهمش، ببلدة "تانديت" التي خرج من رحم بؤسها وفقرها مناضل فريد و ثائر عظيم، الشهيد البطل مصطفى مزياني، شهيد النهج الديمقراطي القاعدي و الشعب المغربي، نقف لا للبكاء أو النحيب، بل لنجدد العهد الذي يجمعنا، ولنؤكد وفاءنا لنهج ودرب رفيقنا و شهيدنا، نهج ودرب شهدائنا الأبرار، وكل الماركسيين اللينينيين المغاربة، و كل الأحرار و الشرفاء المناضلين لأجل تحرر و انعتاق شعبنا، وبناء سلطته الوطنية الديمقراطية الشعبية، على طريق بناء المجتمع الإنساني المنشود الغير قائم على الملكية الخاصة أساس كل أشكال الاستغلال و الاضطهاد .يوم 13 غشت من كل عام سيظل دوما يوما مشهودا في تاريخ الحركة الطلابية و النهج الديمقراطي القاعدي و الشعب المغربي قاطبة، ففي مثله من سنة 2014، وبعد أسابيع قليلة على تنفيذ مؤامرة اجتثاث النهج الديمقراطي القاعدي (مؤامرة 24 أبريل)، قدم توجهنا المكافح واحدا من أبناءه الأبرار، هو من خيرة ما أنجبتهم تجربته التاريخية الرائدة، شهيدا بطلا كعربون وفاء لقضية العمال و الفلاحين المعدمين و كافة المهمشين، و إخلاصا لدرب سعيدة المنبهي، الدريدي مولاي بوبكر، بلهواري مصطفى وكافة الشهداء الأبرار. يوما سيظل شاهدا على إعلان مناضل عظيم اسمه مصطفى مزياني ميلاده الجديد بعد ملحمة بطولية دامت 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد سنوات من التضحية و الصمود إلى جانب رفاقه ورفيقاته و إلى جانب الجماهير . وهذا اليوم سيظل شاهدا أيضا على جريمة أخرى من جرائم النظام الرجعي، جرائم الاغتيال السياسي ببلادنا، انطلقت بقرار الطرد و الحرمان من الحق في التعليم، كقرار سياسي أصدره المجلس المشبوه لكلية العلوم، ظهر المهراز، الذي تتزعمه عصابة التنظيم الإرهابي المسمى زورا "بالعدالة و التنمية"، مرورا باعتقاله و التحقيق معه و هو في اليوم 37 من الإضراب عن الطعام و الزج به داخل السجن، وصولا إلى مستشفيات العار، حيث نفذت الجريمة بدم بارد، أمام الرأي العام .نخلد ذكرى استشهاد رفيقنا، لا للتخليد كهدف في حد ذاته، أنما كمحطة للوقوف على حقيقة واقعنا و لتقييم أدائنا و ممارستنا، ورسم آفاق للمستقبل، على ضوء الجواب على أسئلة محرقة: أين وصلنا؟ أين نحن من قضية الشهداء و من شعار "من يكرم الشهيد يتبع خطاه"؟ إلى أي حد نحن مخلصين لقضيتهم؟ وذلك طبعا بروح تجاوز النواقص و السلبيات و التقدم إلى الأمام .تحل الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد رفيقنا مصطفى مزياني، و العالم يعيش على إيقاع حرب عالمية جديدة، تخاض في معظمها بالنيابة- حيث التوظيف المفضوح للقوى الظلامية- تحت مسمى الحرب على الإرهاب، لشرعنة استعمار الشعوب ونهب خيراتها، ولستر حقيقة هذه الحرب، بما هي تعبير عن الانفجار الحاد للأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي، وصراع حول اقتسام ثروات الشعوب ما بين الأقطاب الإمبريالية الكبرى، و هكذا تجد البشرية نفسها أو بالأحرى الشعوب المضطهدة، أمام خيار أن تصعد نضالاتها وتطور أدوات مقاومتها، لتقرر مصيرها بنفسها، أو تعيش تحت نير الاستعمار و كل أشكال البربرية و الظلام الفاشي.تحل علينا الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد رفيقنا الغالي مصطفى مزياني في شهر غشت، شهر الشهداء ( الدريدي، بلهواري، شباظة...) و قد انضاف شهيدين إلى قافلة الشهداء لشهر غشت، كل من الشهيد الغازي خلادة ببني ملال، و الشهيد عماد لعتابي بالحسيمة ، الذين اغتالتهم أيادي النظام الدموي بدم بارد.نخلد ذكرى استشهاد رفيقنا الغالي مصطفى مزياني، في سياق محلي تاريخي و استثنائي، حيث يواصل شعبنا المقاوم مسيرته التحررية راسما الملاحم تلو الملاحم، و الدليل الحي لذلك الانتفاضة الشعبية المجيدة للجماهير الشعبية بمنطقة الريف المستمرة لما يقارب السنة، و التي أسقطت أوراق التوت الأخيرة عن ما سمي ب"العهد الجديد: و "الدستور الجديد" و " دستور الحريات" و "دولة الحق و القانون"...، باعتبارها شعارات ديماغوجية كاذبة استعملت لتجاوز المراحل الصعبة و لشرعنة تمرير أخطر المخططات الطبقية و التصفوية في حق شعبنا الكادح، و أكدت الطبيعة الدموية للنظام العميل الذي كسر جماجم المنتفضين، وملئ السجون بمئات المعتقلين السياسيين وقدمهم للمحاكمات الصورية بملفات مطبوخة وثقيلة، كما كشفت وعرت (الانتفاضة) طوابير التآمر، و الاسترزاق و المتاجرة في تضحيات و مآسي الجماهير، كما أكدت قوة الجماهير وقدرتها على دحر أعدائها و استعدادها لتقديم أسمى التضحيات من أجل العيش الكريم ومن أجل الكرامة و العدالة الاجتماعية، كما سجلت و للأسف الشديد التخلف و التقاعس المخزي للمناضلين و عجزهم عن لعب دورهم المنوط بهم إلى جانب أبناء الشعب المقهورين الذين فتكت بهم البطالة، وأثقلت كاهلهم الضرائب و ارتفاع الأسعار و انعدام شروط الحياة الكريمة، وحينما انتفضوا لأجل حقوقهم حولوهم إلى صناع "الفتنة" و إلى "انفصاليين" "أعداء الوطن و مخربيه" وذلك لشرعنة سحقهم وشيطنة نضالهم العادل و المشروع .وفي انسجام تام مع التعاطي القمعي مع الجماهير المنتفضة بالريف، يتعرض النهج الديمقراطي القاعدي لهجوم غير مسبوق على جميع المستويات، حيث يشن النظام حملة واسعة من الاعتقالات في صفوف الرفاق مستمرة إلى حدود الآن، في ظل تعتيم إعلامي مقصود، بالإضافة إلى هجوم مسموم يخوضه هواة الصيد في المياه العكرة و الاقتيات على أهداب الطحالب التي تلفظها عجلة الصراع إلى هامش الحركة و الفعل النضالي الوازن و المتقدم، كل ذلك كمحاولة لعرقلة تطور النهج الديمقراطي القاعدي ولعبه لأدوار متقدمة في معادلة الصراع الضاري الذي تعرفه بلادنا في هذه اللحظة التاريخية، كذلك بهدف تجفيف كل منابع الدعم و التعاطف معه و مع معتقليه السياسيين .وفي الأخير، لا يسعنا كمعتقلين سياسيين، رفاق النهج الديمقراطي القاعدي القابعين بسجون النظام الرجعي،إلا أن نشد بحرارة على أيادي عائلة رفيقنا و شهيدنا الغالي مصطفى مزياني، ونخص بالذكر أبونا المناضل "با محمد" و أمنا حليمة، ومن خلالها نحيي كافة عائلات شهداء الشعب المغربي، كما نحيي كافة المعتقلين السياسيين و عائلاتهم، و كذلك رفاقنا ورفيقاتنا في النهج الديمقراطي القاعدي، وكافة مناضلي و مناضلات الشعب المغربي خاصة الحاضرين للإسهام في إنجاح هذه المحطة النضالية، وندعو الجميع إلى المزيد من الصمود و التضحية إخلاصا لدماء الشهداء و لقضيتهم، قضيتنا جميعا، عملا بشعار " من يكرم الشهيد يتبع خطاه"، وليكن شهدائنا نبراسنا وقدوتنا .المجد و الخلود لكافة شهداء الشعب المغربيالمجد و الخلود لشهيدنا الغالي مصطفى مزيانيالنصر لشعبنا و الهزيمة لأعدائهالحرية لكافة المعتقلين السياسيين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

اراء حرة ....وثائق ومناقشات - استقلال ام استبدال طبقي ؟