في قلب معارك المعتقلين السياسيين - معتقلي 19 ماي مكناس

مـعـتـقـلـي 19 ماي مكناس: الـنـضـال.. الإعـتـقـال.. الـصـمـود

تبقى جامعة مكناس، من المواقع الجامعية الحاضرة بقوة في نضالات الحركة الطلابية المغربية، سواء في المعارك الوطنية لأوطم، أو على مستوى كلياتها الثلاث. وكانت، كما لازالت، للموقع إسهاماته النضالية، وتضحياته المشهودة في الدفاع عن مجانية التعليم، وحقنا المقدس فيه، كما رفع راية الكفاح الطلابي عاليا. وهو ما عرضه على غرار باقي المواقع المناضلة العصية على الترويض، والتي تعرف فعلا نضاليا جدريا، للإستهداف الدائم من قبل النظام بأشكال مختلفة، وإن كان المضمون السياسي الرجعي لهذا الإستهداف لا يخفى، وغير قابل للطمس؛ فمن توظيف القوى الظلامية والشوفينية، إلى شن حملات إعتقال، قد تتفرق زمنا، لكنها تلتقي من حيث المضمون والغايات. وهو ما تشهد عليه ساحات جامعة مكناس، كما سجون المدينة الثلاث، أو التولالات الثلاث. ليكون عنوان شرفها الممتد في التاريخ؛ دماء الشهيد الغالي محمد الطاهر الساسيوي، وأجيال المعتقلين السياسيين للحركة الطلابية بالموقع
.
ففي الوقت الذي لايزال يؤدي فيه أربع (4) معتقلين للحركة الطلابية بموقع مكناس: حسن كوكو، منير آيتخافو، سفيان الصغيري، حسن أهموش، لضريبة النضال ضد مخططات النظام التصفوية في مجال التعليم، قبل ترحيلهم إلى سجن توشكا بالراشيدية، وهم المعتقلون منذ سنة 2012، والمحكومين صوريا بعشرين (20) سنة سجنا. وعلى بُعد أشهر قليلة على إنتزاع مجموعة من المعتقلين من ذات الموقع لحريتهم بعد إختطافهم وهم عائدين من المشاركة في تخليد عيد العمال (فاتح ماي) سنة 2014، والزج بهم في سجن تولال. وإستمرارا لذات المسار الإجرامي في حق الحركة الطلابية، باشر النظام في فتح صفحة جديدة من إستهدافه للحركة ومناضليها بالموقع، في تاريخ 19 ماي 2016 الذي سيبقى راسخا في الذاكرة النضالية للحركة الطلابية وعموم الشعب المغربي.
إذ ستكون ساعة العدو لشن حملة إعتقالات في صفوف المناضلين، مؤقتة على العاشرة صباحا من يوم الخميس 19 ماي 2016، حيت سيتم إعتقال (6) ست مناضلين. وعلى بُعد 3 أيام، أي بتاريخ 22/05/2016 سيتم إختطاف الرفيقتين زكية بيا وهاجر بالهواري، مع متابعة الأولى في حالة إعتقال، والثانية في حالة سراح. وذلك قبل أن تتسع دائرة الإعتقالات والإختطافات، لتشمل الرفيق ابراهيم الطاهري يوم 05/06/2016، والرفيقة فاطمة الزهراء ساحقة بتاريخ 08/06/2016، ودون أن تتوقف هنا، مادام النضال "تهمة" –شرف لا ينكره المناضلون- وطريقا مفروشا بالآلام والتضحيات للزنزانة زمن سيطرة الرجعية. فبعد 3 أشهر من إنطلاق
الإعتقالات والمحاكمات الصورية، التي واكبها المعتقلون السياسيون بمعارك نضالية قوية من داخل السجون، سيتم إختطاف المناضل زهير بلعياشي من مدينة العرائش، بتاريخ 20/08/2016 وتسفيره من هناك إلى مكناس . 
في ولاية القمع بمكناس، سيجد المعتقلون السياسيون أنفسهم أمام محاضر جاهزة، مفصلة على مقاس الجريمة، ولأجل إخفاء وطمس الطابع السياسي لإعتقالهم في خضم نضالهم الطبقي ضد الرجعية، ولصبغهم بلون "الإجرام"، فكانت التهم تتنوع بين "محاولة إضرام النار"، "إحتجاز العميد"، "إهانة الموظفين"، "المس بسلامة الأشخاص والأموال وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة"، وهي المحاضر المعدة سلفا والتي لا تنتظر إلا إنتزاع توقيعات المعتقلين بالإكراه وتحت التعذيب، الذي عاشوا فصوله وذاقوا مرارته، وكانوا شهودا على وحشيته وهمجيته، لساعات طويلة بولاية القمع المجهزة بمختلف أدوات التعذيب، وبطاقم من الجلادين محترفي الإجرام، والمراكمين لخبرة مهمة في هذا المجال على أجساد أفواج من مناضلي الشعب، ممن ستظل أجسادهم تتحدث عن حقيقة هذا النظام الدكتاتوري العفن .
هكذا ستنطلق أولى جلسات المحاكمات الصورية لمعتقلي 19 ماي بمكناس إبتدائيا بتاريخ 23/05/2016 بإحالة 11 مناضلا أمام المحكمة الرجعية: 8 في حالة إعتقال و 3 في حالة سراح؛ دافع خلالها المعتقلون السياسيون عن هويتهم، وبالمقابل فضحوا مسرحية المحاكمات وطابعها السياسي، خاصة وأنهم أجبروا على حضور أغلب جلساتها وهم في حالة إضراب عن الطعام، والذي إنطلق منذ 30/05/2016، وإنخرط فيه كل من المعتقلين السياسيين: إكرام بورحيم، زكية بيا، ياسين رحال، حمزة الحمدي، رضوان العلمي، ابراهيم قاسمي . 
لم يجد النظام أمام صلابة المعتقلين وتطويرهم لأشكالهم النضالية من داخل السجون، بالعصيان ورفض المثول أمام المحكمة التي قررت جلسة بتاريخ 20/06/2016، إلا الإعتداء بالضرب ومختلف الإهانات وأمام أنظار الجميع داخل قاعة محكمته القمعية، على المعتقلين السياسيين الذين أحضروا كرها وبالإجبار للمحكمة وهم في يومهم 22 من معركة الأمعاء الفارغة، لتتوالى حالات الإغماء في صفوفهم وينقل المناضل حمزة الحمدي إلى المشفى لخطورة وضعه الصحي ولمضاعفات الإعتداء الجسدي عليه، في وقت حوصرت فيه عائلات المعتقلين السياسيين ومنعت من ولوج قاعة المحكمة التي عراها المعتقلون السياسيون على حقيقتها: مسلخا وجهازا قمعيا من بعض وظائفه "شرعنة" جرائم النظام .
وعلى هذه الشاكلة، من التعذيب والحصار والعزل، وتطور معركة الأمعاء الفارغة التي تخللها لاحقا الإمتناع عن تناول الماء والسكر، مرت جلسات المحاكمة الصورية، التي نطقت بأحكامها الجاهزة، وبتوجيه سياسي من قيادة حرب العدو على الشعب المغربي، بتاريخ 27/07/2016وذلك في اليوم 58 من الإضراب المفتوح عن الطعام، لتأتي الأحكام الصورية كالآتي: حمزة حمدي، إكرام بورحيم، رضوان العلمي، زكية بيا، ابراهيم قاسمي:6 سنوات من السجن لكل واحد منهم. ياسين رحال، ابراهيم الطاهري: 8 سنوات من السجن موزعة عليهما. ثم فاطمة الزهراء ساحقة التي كان نصيبها سنتين من السجن، وبذلك وزع النظام على 8 معتقلين سياسيين 40 سنة من السجن وغرامة مالية قدرها 21 مليون سنتيم، لم تنل من ثقة المعتقلين السياسيين في التاريخ ولا في الجماهير وإمكاناتها لفرض وإنتزاع حريتهم، وهو ما يؤكده إستمرارهم في معركة الأمعاء الفارغة وفي النضال من داخل السجون، دون أن تنال الأحكام الصورية وسنوات السجن من قناعاتهم، إلى أن أجبروا جلادي تولال 2 و 3 للرضوخ لمطالبهم وإنتزاع جزء من حقوقهم كمعتقلين سياسيين، ليعلن عن تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 17/08/2016 بالنسبة لكل من المعتقلات السياسيات: إكرام بورحيم، زكية بيا، فاطمة الزهراء ساحقة. وبتاريخ 18/08/2016 بالنسبة لباقي المعتقلين المضربين عن الطعام بتولال 2. 
لتنطلق بعدها أشواط المحاكمة الصورية في طورها الإستئنافي في حق المعتقلين السياسيين، التي كانت أولى عروضها المسرحية المكشوفة/ جلساتها بتاريخ 05/09/2016. في وقت يحاكم فيه المناضل زهير بلعياشي إبتدائيا على خلفية ذات الملف، وبذات التهم المفبركة .
وجدير بالذكر أنه إلى جانب معتقلي 19 ماي بمكناس الموزعين على تولال 2 و 3، وفي قلب جحيم تولال 1، يسطر المعتقلان السياسيان للحركة الطلابية عبد الوهاب الرمادي، وهشام بولفت، المحكومان صوريا وتباعا بـ 10 و 15 سنة من السجن النافد، ملاحم بطولية ستظل خالدة في تاريخ شعبنا، بعد ترحيلهما ونفيهما من سجن عين قادوس بفاس، بعيدا عن عائلتيهما، في أوضاع مأساوية للغاية، كانت شرارة خوض الرفيقان لمعركة الأمعاء الفارغة في مرات عدة.
في الاخير مناشدة للجميع 
لاتتركوا المعتقلين يواجهون مصيرهم لوحدهم فقط لانهم ليسوا من معارفنا او عشيرتنا المقدسة، لا تتركوا طلابا في مقتبل العمر يدفعون ثمن الانتماء الى صف المقهورين والمضطهدين لوحدهم، لا تتركوا بذور الامل تموت داخل صحراء التجاهل القاحلة قد نكون نحن كثبان رمالها، المعتقلين جزء منا و مدد محكوميتهم هو دفع مسبق لثمن حريتنا وكرامتنا.

صفحة : من اجل معركة موحدة ضد الاعتقال السياسي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....