اراء حرة ....وثائق ومناقشات - استقلال ام استبدال طبقي ؟

"توصلت الجريدة بمقال دراسة قيمة للصديقة سميرة الوثيق  ونظرا لما تضمنه المقال من افكار واطروحات جديرة بالمناقشات فان " الفجر الاحمر" تنشره على حالته في ركن اراء حرة عسى ان يفتح نقاشا واسعا ما احوج  الساحة النضالية لمثل هذا الحوار والنقاش الفكري السياسي .. انها دعوة لكل الماركسيين- اللينينيين من اجل تدشين هذا الحوار أ النقاش "

افكار عابرة ... اكذوبة الاستقلال
استقلال ام استبدال طبقي ؟
توضيح لابد منه
في كل  18 نونبر كل سنة ,  تشرع ابواب الاعلام  واسعة امام زبانية النظام ومرتزقته الايديولوجيين  ,لتشنيف اسماع  الجماهير الشعبية حول معارك استقلال المغرب والمنجزات المحققة من 1956 الى اليوم , والتي تجر في ادياله حتى اقطاب الاحزاب الرجعية والاصلاحية ومثقفيها المعتوهين, كل ذلك لترسيخ اكذوبة دور النظام السلطاني العتيق في النضال الوطني من اجل الاستقلال  والحرية .
وبالمناسبة , ومن موقع المغايرة  , ينفتح سؤالا كبيرا  في وجه من يكتوي بنار الواقع المعاش , والفاحص الموضوعي لما أل اليه الوضع ومسار تطور المجتمع المغربي , هل فعلا "استقل" المغرب  سنة 1956 او ما بعده بسنوات ؟ ام لازال في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي  ؟
وقبل اي جواب , او للدقة  تقديم افكار اولية  في سياق الاسهام في الجواب على السؤال , وجب التذكير بالتواريخ التالية :
2 مارس 1956 تؤرخ لانزياح الاحتال الفرنسي المباشر عن وسط المغرب
07 ابريل 1956 تؤرخ لانزياح الاحتلال الاسباني المباشر عن شمال المغرب
15 ابريل 1958 انزياح الاستعمار المباشر الفرنسي الاسباني عن منطقة ايت با عمران
30 يونيو 1969 انزياح الاحتلال المباشر الفرنسي عن منطقة سيدي افني
والحال ان تاريخ 18 نونبر لا نجد لها سندا تاريخيا يؤشر الى حدث ما  في التاريخ المغربي المعاصر , مما يطرح سؤالا  عن خلفية   تقرير النظام الرجعي  لهذا التاريخ والاحتفال به يوما "لاستقلال"  المغرب , مع تاكيدنا ان لا اهمية  تذكر  لمعرفة السبب والعلة في ذلك  بقدر التشديد على الاهمية لتحليل  واقعة  الاستقلال  الاكدوبة وبيان حقيقتها النظرية والتاريخية لما لها من دور في تحديد  مهام  النضال  في المرحلة .
في البدء كان  الاحتلال والاستعمار
من خلال استقراء   الواقع التاريخي  في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر  سواء  للمغرب   او اوربا , بما انها  القوة الاقتصادية الناهضة بعد الثورات البورجوازية التي غطت  القرن الثامن عشر وما بعده , نقف على حقيقة تاريخية مؤكدة بشواهد واقعية متعددة  , ان النظام الرسمالي   الناهض في اوربا  وامام تطور  حركة انتاج البضائع والسلع بما هي سر وجوده واستمراره , عرف تطورا في مجال التداول  عبر ما سمي وعرف بالتجارة الخارجية الدولية , التي بواسطتها سعى الى  فتح اسواق استهلاكية جديدة خاصة في شرق اسيا وشمال افريقيا وجنوبها,  وفق ميكانزما  اعتمد  تصدير المنتوجات المصنعة الفائضة عن الاستهلاك وحاجة الاسواق الداخلية لدول اوربا الراسمالية  وخاصة فرنسا وبريطانيا ,وفي المقابل  استيراد المواد الخام  لحاجة نظام الانتاج الراسمالي لذلك , وهي الالية التي  وجدت في فئة التجار الكبار بالمغرب  قاعدة اجتماعية وطبقية لبناء علاقات  اقتصادية لتبادل  المنافع والمصالح خاصة بالمدن الرئيسية الكبرى انذاك ( البيضاء .. طنجة  سلا الرباط وفاس ومكناس )   وهي العلاقة التي تطورت بشكل افضى الى ظهور ما سمي بنظام الحماية التجارية التي فرضتها الدول الراسمالية الناهضة على النظام السلطاني المخزني الحاكم حينئد بالمغرب , وحتمت الضرورة التاريخية لتطور  الفئة التجارية المتعاونة مع  البورجوازيات الراسمالية الصناعية والتجارية بالغرب الراسمالي  ,  فرض اصلاحات مالية وادارية وعسكرية  لتطوير  البنية الاقتصادية- الاجتماعية , والتي  اصدمت بالبنية السائدة وفتحت صراعات طبقية  تداخلت فيها مكونات متعددة , سواء المرتبطة  بنيويا واقتصاديا بالمراكز الراسمالية الغربية , فئات التجار الكبار المحميين , او  المرتبطة بالبنيات القبلية والجماعية  خاصة  فئة الحرفيين والمهن التقليدية اليدوية وجماهير الفلاحين بالبوادي المغربية ,  صراعات انتهت  الى انتصار المكون الامبريالي وحلفائه بالمغرب من فئة كبار التجار المحميين وبعض رموز النظام السلطاني المخزني واتباعه في الجهاز القمعي البيروقراطي المعروف بنظام القياد  وذلك بتوقيع ما سمي باتفاقية الحماية سنة 1912 وما قبلها من اتفاقيات ومعاهدات تجارية وعسكرية وغيرها .
وبالموازاة  كان النظام الراسمالي  العالمي وخاصة الغربي , قد دخل مرحلة جديدة في تطوره واصبحت الحاجة والضرورة ماسة لتوسيع دائرة الاسواق الخارجية لتصريف البضائع وتحقيق الارباح ( فائض القيمة ) في اطار الدورة الطبيعية للراسمال  وعملية الانتاج الراسمالي , الطور / المرحلة الجديدة المتقدمة في التطور للنظام الراسمالي , لم تكن الى  الامبريالية واحتلال  باقي دول العالم  لتوسيع دائرة السوق وضمان   مقومات اانظام والانتاج الراسمالي وحاجته للمواد الاولية والطاقة . في هذا الاطار  وفي سيرورة تطور   علاقات اللتجارية الدولية ين فرنسا الراسمالية والبورجوازية التجارية بالمغرب , ياتي احتلال المغرب واخضاعه عسكريا  للقضاء على  عناصر المقاومة  لحركة اللتطور والتحول الراسمالي التبعي ضمن بنية النظام والمجتمع .
حركة الاحتلال والاخضاع للمغرب , لم تكن بالامكانية اليسيرة والسهلة نظرا  للمقاومة الشعبية العنيفة التي  لاقتها خيانة النظام السلطاني المخزني وتفريطه في حقوق المغرب في السيادة والاستقلال من جهة ( ما عرف بخلع السلطان والبيعة المشروطة ) ومقاومة الوجود الاستعماري في هذا الاطار تبقى  ثورة الامير عبد الكريم الخطابي بشمال المغرب  التحول الابرز والاكثر تاثيرا في مسار الاحتلال الاستعماري الفرنسي والاسباني للمغرب , اضافة الى  المقاومة المسلحة الشعبية بكل من مناطق الاطلس  برمتها مع القائد موحا وحمو الزياني او بالجنوب المغربي مع الهيبة مائ العينين , مقاومة عمرت لاكثر من عقدين من الزمن لم يستطع معها الاستعمار الفرنسي والاسباني  توطين وجوده الى في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين , ليشرع في  انجاز المرحلة الثانية   لبناء وجوده المادي من خلال ما عرف بالاستيطان الزراعي / الفلاحي   اساسا , بفصل الفلاحين عن مصادر الانتاج الرئيسية والاساسية وبالمقابل خلق  طبقة عاملة  ثابتة ودائمة لاستيعابها في المشاريع الاقتصادية الاستعمارية الكبرى  , في اعداد البنية التحتية الماسة  لعملية استغلال الخيرات المعدنية والطبيعية للمغرب  والحركة الاستعمارية  للسيطرة على مناطق التمرد والمقاومة ( شبكة الطرق والسكك الحديدية  واستغلال المعادن واساسا الفوسفاط بمنطقة الشاوية وتادلة  والصحراء )
خلاصة التحليل : ان الوجود الاستعماري  بالمغرب  اعتمد شكلان وبني على عنصران اساسيان
اولا  العلاقات الاقتصادية بين بورجوازيات الغرب الراسمالي  وفئة التجار الكبار التي تحولت الى طبقة بورجوازية تجارية ارتبط وجودها وتطورها واستمرار هيمنتها  وسيطرتها الطبقية  على الوجود الاستعماري  من خلال شبكة التجارة الخارجية  والقوانين  الموضوعية التي تحكمها  وتضبط صيرورة تطورها . علاقة سيطرة وهيمنة  للبورجوازيات الراسمالية  الغربية وخضوع وتبعية بالنسبة للبورجوزية التجارية  المغربية  ,تطور أفضى الى  علاقة دات وجهين : سيطرة وهيمنة بنية طبقية راسمالية  عالمية في طورها الامبريالي وخضور وتبعية مطلقة لبنية اجتماعية اقتصادية  في طور التشكل كبنية راسمالية من نوع خاص ومفارق  لبنية الراسمالية الغربية .
ثانيا الاحتلال العسكري  المباشر  للمغرب وفرض نظام الاستعمار المزدوج الفرنسي  الاسباني,  عبر تقاسم النفود  بين الامبريالتين  والسيطرة الكلية على مصادر الانتاج الرئيسية والاساسية للمغرب,   واستغلالها بنظام الانتاج الراسمالي الحديث والمتطور في ارتباط مع الالية الاولى اي علاقات التبعية  البنيوية  الشاملة , التي شكلت الاساس , وما الحركة الاستعمارية الا ضرورة لتحقق وتطور الاولى وتوطينها   كي تتحول الى وجود تاريخي مادي .
تبعا  لذلك واستخلاصا  للبحث يبقى الحديث عن  الاستقلال  بما هو  تحرر وانعتاق مشروط بالقضاء على اسس الوجود الاستعماري سواء المباشر( اي الاحتلال العسكري )  او الغير المباشر وهي علاقة التبعية  وسيطرة واستغلال  النظام الراسمالي الامبريالي  لمقدرات المغرب الاقتصادية واستغلال  جماهيره الشعبية عبر  وكلاءه الطبقيين ( البورجوازية التجارية الكبيرة   الكومبرادوية بالتعريف السياسي ) هل تحقق استقلال المغرب بهذا المعنى والمضمون ؟
ومن بعد كان ....... اجهاض ثورة في المخاض
كما اشرنا في المحور الاول من هذه المحاولة  , ان محاولة وحركة احتلال المغرب  والسيطرة  عليه في طار حركة النظام الراسمالي  في طوره الامبريالي للتوسع واكتساح اسواق جديدة لتصريف فائض منتوجاتها وتوسيع دائرة الربح وفائض القيمة وضمان توريد  مصادر الانتاج واساسا المواد الاولية ,ووجهت بمقاومة شديدة لجماهير الفلاحين ,القوة الرئيسية التي تضررت مصالحا الاقتصادية / الطبقية وجماهير الحرفين  والصناع التقليديين بحكم منافسة البضائع الاجنبية لمنتوجاتهم  وانسداد افاق الاسواق امام منتوجاتهم , مقاومة شعبية  فلاحية شكلت فيها  مقاومة الريف والشمال بقيادة عبد الكريم الخطابي القوة الاكثر تاثيرا  في مسار تطور النضال الوطني ضد الوجود الاستعماري .
وما ان اجهضت ثورة الفلاحين ومقاومتهم الضارية من طرف  الفئات العميلة لاستعمار وخاصة فئة التجار الكبار المحميين في اطار نظام الحماية التجارية وباقي المعاهدات  ومن  النظام القنصلي الاوربي , وخيانة  البريوقراطيات العسكرية والادارية ونظام  المخزن السلطاني  , حتى انتقلت قيادة الكفاح والنضال الوطني الى  الحواضر الكبرى بالمغرب وساسا مراكش وفاس وسلا , متخدة من اسلوب  الصراع السياسي    والمطالبة بالاصلاحات  خطها الرئيسي, والذي تصدرته  نخب البورجوازية التجارية  والمتوسطة منها اساسا , وهو الخط  الذي عرف تحولا  متعرجا يعكس الطبيعة الطبقية  لطبقة والفئة القائدة والممارسة له , حيث زاوج بين المهادنة والمساومة (  اصلاح  النظام الاستعماري على قاعدة القبول بشرعيته والمطالبة بتطبيق نظام الحماية المعلن ,  بمطمح المشاركة في ادارة الوجود الاستعماري المباشر  سواء في اجهزته البروقراطية الادارية او العسكرية وباقي الاجهزة الاديولوجية )  والصراع والاصدام مع الوجود الاستعماري وذلك حسب  تحول موازين القوى الطبقية والفئوية داخل ما سمي بالحركة الوطنية وتشكيلاتها الحزبية   والاجتماعية (  المطالبة بالاستقلال  وتنظيم حركات الاحتجاج الشعبي ومقاطعة الوجود الاستعماري وعملاءه )
غير ان التحول الكبير  في حركة الصراع ضد الوجود الاستعماري, سيعلن ميلاده وانبلاج عهده مع بداية الخمسينات من القرن الماضي. حيث  انتقل الصراع الى  مستوى وطابع نوعي جديد اعتمد اسلوب  الكفاح المسلح عبر خلايا المقاومة المدينية بالمدن الرئيسية , مقاومة  موزعة بين قوتين  الحزب الشيوعي  - المكون المغربي من خلال منظمة الهلال الاسود بقيادة الشهيد البطل عبد الله الحداوي  ومجموعات منشقة ومتمردة عن قيادة حزب الاستقلال وبعيدا عن اجهزته مع الشهيد الزرقطوني وحمان الفطواكي وغيره من القادة الشهداء . وهي مقاومة سرعات ما نمت وتطورت ,في عملية انتقال  الى البوادي والارياف المغربية وتشكيل جيش التحرير المغربي بمناطق الشمال والاطلس  والجنوب اي على طول امتداد جغرافية الوجود الاستعماري . وجدير بالذكر هنا  الاشارة وتسجيل  ان الانتقال المحدث في حركة النضال الوطني التحرري بالانتقال الى الكفاح الشعبي المسلحة لم يكن مجرد تحول وتغيير في اليات واسلوب الصراع بقدر ما انه كان مؤشرا  لولوج فئات وطبقات جديدة معترك الصراح والكفاح ضد الوجود الاستعماري , والمقصود  جماهير الفلاحين المفصولين عن  مصادر الانتاج والمكدسين باحزمة الفقر  ومدن القصدير بالمدن الكبرى   منها كريان سنطرال بالبيضاء والمدينة العتيقة بفاس وسلا ومراكش وغيرها من المدن الرئيسية  ,وهو ما سهل عملية الانتقال الى الارياف بحكم استمرار العلاقات بين الطرفين وعدم انقطاعها رغم الوجود الاستعماري  وما احدثه من تفكك في البنية الاجتماعية القلاحية ذات الطابع القلبي المستقل , يضاف الى هذا التحول انبثاق حركة عمالية استقلالية ( بمعنى الاستقلالية ) عن  التاثير الاجنبي والتبعية له وباحتضان مباشر من حركة المقاومة المدينة ( تاسيس الاتحاد المغربي للشغل بكريان سنطرال بالبيضاء تحت حماية خلايا المقاومة المسلحة هناك )
ان سيرورة الكفاح المسلح الشعبي  وابعاده بما هو تحول كبير يؤشرلانتقال طبقي لقيادة حركة التحرر الوطني  لجماهير الفلاحين الصغار والفقراء ,  من الاستعمار  الفرنسي والاسباني  وما كان يشكله من تهديد مباشر لمصالح الراسمال الامبريالي العالمي ومنه الفرنسي ومصالح البورجوازية التجارية الكبرى والمتوسطة وبعض كبار  الاطر البيروقراطية العسكرية والمدنية المرتبطة بالنظام السلطاني المخزني فرض وفي سياق عملية استباقية لهذا التحول ومن اجل اعاقتها , تدبير عملية مساومة طبقية تاريخية بين قيادة الحركة الوطنية الممثلة للمصالح الطبقية للبورجوازية التجارية المتوسطة واغتياء الفلاحين , والذي املته,  بالاضافة الى تهديد المصالح الاستراتجيية للراسمالي الامبريالي وحليفه الديلي الكومبرادوري وتهديد هيمنة النظام السلطاني المخزني ممثلا للارستقراطية القبلية ووالاعيان والجهاز الكهنوتي ( الزيوايا )  التهديد العالمي  لثورة اكتوبر وانتصار الحروب التحريرية الثورية باوربا الشرقية بقيادة الاحزاب الشيوعية ودولة البروليتاريا   المنتصرة  بالاتحاد السوفياتي  وانتصارات الثورات التحررية بالهند الصينية وخاصة  ثورة التحرر الوطني الديمقراطي بالصين الشعبية  . المساومة التاريخية  التي انتهت بتوقيع اتفاقية اكس ليبان , والتي بوجبها  اعترفت فرنسا الاستعمارية باستقلال المغرب , والذي اختصر في عودة الارستقراطية القبلية المدعومة من البورجوازية التجارية الكبرى والمتوسطة وكبار اغنياء الفلاحين المستفيدين من الاستيطان الفلاحي الفرنسي  وكبار  البروقراطيين  الاداريين والعسكرين في جهاز النظام الاستعمار والسلطاني المخزني  , لتسليم مقاليد الحكم والادارة  .
مساومة خيانية تاريخية افضت الى  الغاء الوجود الاستعماري العسكري والاداري المباشر عبر مراحل ومدد متفاوتة تؤرخ لها التواريخ المشار اليها في مقدمة المقال , مع الحفاظ  على ديمومة واستمرارية العلاقات والاسس المادية الاقتصادية والاجتماعية   لعلاقات السيطرة  والتبعية للنظام الراسمالي العالمي , انها في الحصيلة الاخيرة  وبتعبير المفكر اللبناني الشهيد مهدي عامل عملية استبدال طبقي ضمن نفس البنية  التي انتجها الوجود الاستعماري ما قبل الاحتلال العكسري المباشر واثناءه ,  بانتقال السيطرة والهيمنة من البورجوازية  الااستعمارية الفرنسية والاسبانية  المسنودة بطبقة البورجوازية التجارية الكبرى المرتبطة بعلاقات  التبعية  وبالتجارة الخارجية لدول اوربا الراسمالية الى هذه الاحيرة وكبار الملاكين العقاريين .
ان ما سمي استقلال المغرب  لم يكن  في الواقع الا اجهاض ثورة تحررية في المخاض  كما قال المفكر المغربي عبد الله العروي ."لان الثورة -يقول المهدي بنبركة في وثيقة الاختيار الثوري -التحررية المسلحة بمجرد ما وصلت الى الارياف والبوادي  تكون قد اقفلت  الحلقة وتصبح الطاقة الثورية المتجمعة في كلا القطبين  الحضري ( العمال وفقراء احزمة الفقر والحرفيين ) والقروي ( الفلاحين الفقراء والصغار ) قوة لا مرد لها  . وبينما الثورة تكتسب قوة جديدة فهي لذلك  تجد الطريق  لتعميق مفاهيمها الايديولوجية . فهي ان امعنت النظر  في مشاكل قوتيها الرئيسيتين ( العمال والفلاحين ) فانها تستطيع الوصول الى وضوح الرؤية في ما يتعلق بنظام الاستغلال الاستعماري ."

والان .....  ثورة وطنية ديمقراطية شعبية

يستحيل تاريخيا تحقق الاستقلال والتحرر من الوجود الاستعماري بشكليه ,  الا بتحطيم نظام الحكم والبنية التي احدثها الاستعمار والامبريالية بدول العالم الثالث ومنه بلادنا , اي بالقطع مع علاقات التبعية بما هي الاطار البنيوي الذي فيه تمت عملية الاستبدال الطبقي. والقضاء على علاقات التبعية وسيطرة الامبريالية على المغرب,مشروط  بتحطيم القاعدة المادية لانتاج علاقات التبعية واستمرارها وهي علاقات الانتاج الراسمالية السائدة وتغيير  البنية الطبقية السائدة , في اطار ثورة  يتداخل فيها البعد الوطني مع البعد الاجتماعي الطبقي او لنقل ان البعد و الطابع الطبقي الاجتماعي لثورتنا هو هو نفسه بعدها الوطني ,  وبناء علاقات انتاج جديدة وبنية  طبقية حيث السيادة والهيمنة لنظام ديكتاورية البروليتاريا .
 ثورة تحررية ديمقراطية شعبية موكول فيه القيادة  الطبقية السياسية والفكرية والبرناجية للطبقة العملة المتحالفة مع جماهير الفلاحين الفقراء والصغار,   الطبقة التي على كاهلها ينهض نظام الانتاج الراسمالي التبعي السائد ببلادنا,  القاعدة المادية البنيوية  لعلاقات التبعية  للنظام الراسمالي الامبريالي  .خارج هذا الفهم للثورة الوطنية الديمقراطية  الشعبية وطابعها الطبقي وقيادتها يبقى اي فهم ورؤية تحريف  وانتهازية واضغاث احلام  مثقفي البورجوازية الصغرى ومعه تسقط كل الرهانات على  الاصلاح والتحديث او نزع الطابع المخزني وغيره من شعارات تؤطر برامج احزاب وتيارات هذه البورجوازية الحالمة والبعيدة عن محارق الصراع وميادينه وجبهاته الملتهبة .
سميرة الوثيق




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات