أبسط الحقوق ثمنها الشهادة
أي دكتاتورية هذه ؟
بقلم : الرفيق عبد الصادق بنعزوزي


الشهيد محسن فكري لم يطالب بحقه كمواطن مغربي في التروة السمكية و هو ابن البلد ذو البحرين ... لا لقد طالب بصناديق معدودة دفع حسابها و أمر الشرطي بإلقائها في حاوية الأزبال ! فلم يترك لمحسن سوى خيار إنقاد سلعته ، أو الإرتماء في أحضان العطالة التي لطالما قاوم و تنازل حتى يخرج منها....
و الشهيد الغازي لم يطالب بحقه في التروة المنجمية التي تزخر بها البلاد ، بل لم يطالب هذه الدولة ، التي تهدي لخدامها آلاف الأمتار من الأراضي مقابل نهب الشعب ، سوى أن تحمي له أمتارا قليلة تؤدي به إلى بيته منذ القدم ...
و عماد العتابي لم يطالب بغير مشفى و جامعة .. و إطلاق سراح فرسان الريف الأشاوس .. فكان الرد ناريا دمويا أرداه شهيدا سمعت أمه أخباره و لم تره و إنما قدموا لها صندوقا خشبيا ...
لم يسقط شهداؤنا اليوم ، إنما سقطوا يوم سلم الشعب بحكم الإستعمار و كلابه ، سقطوا عندما نفي محمد بن عبد الكريم ، و عندما سقط جيش التحرير و حين أجهضت الإنتفاضات بقوة الحديد و النار ، و عندما أعدم دهكون يوم عيد الأضحى و يوم أعدم شيخ العرب و يوم اغتيل المهدي ... 
فالنضال ضد الإستعمار لا يزال ساريا ، لا يزال ضاريا ، و سنظل نسقط الواحد بعد الآخر ... بعضنا في الساحات و البعض الآخر في الزنازن ، ما لم يتم جمع شتات القلة القليلة من المناضلين الحازمين و توحيدهم و تنظيم تحركاتهم كي تتجاوز الضربات التي تقوي ظهر النظام بدل أن تكسره إلى خطوات أكثر تنظيمية و أفضل فاعلية ....
جهود جبارة قام بها شعبنا .. لكنها مفرقة زمانيا و مكانيا على خلاف ما تشتهي سفن تحررنا . و عفوية لا تنظيم فيها و لا آفاق و لا تنسيق ... حتى حل علينا حراك الريف و لا يزال التفاعل باهتا و كأن الإحتجاج غريب بهذا الوطن .... 
الجماهير تجاوزت دلك الأفق الضيق المعتاد .. و النظام مصر على تأكيد هويته البوليسية الدموية .. بينما المناضل أو المبادر أو المثقف أو الأنتلجنسي أو المحترف ... او كيفما كان نعثه لا يزال متخلفا ....
فمتى و كيف الخلاص ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....