الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
   النهج الديمقراطي القاعدي


كلمة على قبر الشهيد



اليوم تكون قد اكتملت ثلاث سنوات على استشهاد رفيقنا الغالي في النهج الديمقراطي القاعدي مصطفى المزياني بعد خوضه لمعركة الإضراب عن الطعام المفتوح الذي وصل في 13 غشت من سنة 2014، 72 يوم إذ ذاك أعلن رفيقنا العظيم ميلاده الجديد بسقوطه شهيدا بطلا شامخا منتصرا على الأعداء و المتآمرين. مضيفا اسمه في قائمة شهداءنا الأبرار الذين استرخصوا دماءهم من أجل غد مشرق لأبناء شعبنا و للإنسانية جمعاء.
هكذا أهدى شهيدنا كباقي شهداء شعبنا روحه الغالية لكل المضطهدين و المظلومين في عالم البؤس و الشقاء الذي يحكمه الرأسمال الجشع همه اعتصار الأرباح و المتاجرة بحياة الناس. فرفيقنا مصطفى مزياني تربى بين رفاقه في المدرسة القاعدية على الإخلاص و الصدق في العطاء النضالي، على المبدئية في علاقته برفاقه و الجماهير كما كان شديد الكراهية لكل الانتهازيين و المتاجرين بمصالحها من أجل غاياتهم الخاصة ولم يتوانى في فضحهم و إعلان الصراع ضدهم كواجب نضالي.
إن رفيقنا العظيم مصطفى مزياني تعلم داخل توجهنا بإيديولوجيته الماركسية اللينينية معنى التضحية و نكران الذات من أجل الطبقة العاملة و حلفائها و علم ذلك بأخلاقه الرفيعة و خصاله الثورية لكل من عايشه وصار معه في درب النضال الشاق، في زمن أصبح الكثيرون من المحسوبين على الذات المناضلة يفتقدون للمبادئ الثورية، إذ أصبحت عندهم الانتهازية و الحربائية ذكاء و "سياسة" و المبدئية و الإخلاص تهور و انتحار و سذاجة.
إن استشهاد رفيقنا مصطفى مزياني جاء في سياق الهجوم على كل المكتسبات التاريخية لأبناء شعبنا في لحظة التآمر المعلن لإقبار النهج الديمقراطي القاعدي و عبره الفعل الجذري ببلادنا، فمؤامرة 24 أبريل الحلقة المهمة في هذا التآمر عن طريق اللعب بالقوى الظلامية لإنجاح رهانات النظام القائم الهادفة للقضاء على الفعل الثوري من داخل الجامعة المغربية، لكن ذلك الرهان باء بالفشل بفضل تضحيات و صمود القاعديين إلى جانب الجماهير و أرقاها ما جسده ورسمه شهيدنا الغالي بدمائه و ما قدمه و يقدمه رفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي المتواجدين بسجون الذل و العار بوطننا الجريح، يؤدون الضريبة ورأسهم مرفوع إلى السماء متشبثين بتصورهم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وهم فخورون بذلك أمام كل الحالمين بسقوط القاعديين و معهم خيار الثورة.
إننا نقف جميعا أمام قبر الشهيد الذي قدم روحه ضمن مسار طويل و عظيم عبده شهداء شعبنا بتضحياتهم و دمائهم، مؤمنين بالانتصار على المقاصل و المشانق فلا بد للشعب أن ينتصر ويشيد صرح حريته على جثث أعدائه، وهذا ما عبر عنه رفيقنا في كلمته المدوية الصارخة في التاريخ أيام قليلة قبل أن يبقى حيا فينا بوصية الوفاء و الثبات على الدرب و الموقف.
ها نحن نفق جميعا في هذه المحطة النضالية الغالية وصوت الشهيد يتردد في آذاننا (سننتصر...لأننا نسير على درب الجماهير...و لأننا في وسط الجماهير...سننتصر...لأن الجماهير ستصنع التاريخ...سننتصر...لأن الجماهير ستنتصر.)، فكلمته بقدر تزرع روح النضال في من عاهدوا الشهيد وصاروا على دربه و دافعوا عن مواقفه و لا زالوا، بقدر ما تزلزل و تفزع الأعداء و المتخاذلين و الذين أخلوا السبيل و تركوا الميدان و اصطفوا إلى جانب الجبناء و ضعاف النفوس في ظل هذه الشروط السياسية العصيبة.
إن إيمان الشهيد العميق بالانتصار و ثقته في الجماهير لا بد أن تكون طموح كل من يسير على خطى الشهداء ويقتدي بتضحياتهم، و أن يدفع الجميع إلى ضرورة العمل بوصية الشهيد قولا و فعلا.
إننا نقف جميعا أمام جريمة اغتيال ممنهج لرفيقنا التي ستبقى وصمة عار على جبين النظام المجرم، الذي لا زال يقطف خيرة أبناء شعبنا الكادح. فهاهو شهر غشت يضيف إلى أيامه شهداء جدد، خلادة الغازي بأزيلال بعد إضراب عن الطعام ناهز الثلاثة أشهر في ظل صمت رهيب لكل من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، و عماد لعتابي الذي اغتالته أيادي النظام القذرة و اقتطفته من وسط الجماهير المنتفضة بالريف الأحمر، لتختلط دماءهم بدماء باقي شهداء الشعب المغربي راسمة بذلك ملامح الغد المشرق الذي لن يشيد إلا بدماء من آمنوا به و ناضلوا بإخلاص من أجله.
ها نحن نقف للمرة الثالثة بعد استشهادك أمام قبرك تجديدا للعهد و صونا للذاكرة و استمرارا في مسار ثوري شاق، تعلمنا على يدك و يد باقي الشهداء كيف نسير فيه، ويقف إلى جانبنا أبوك العظيم و أبونا جميعا "با محمد" الرجل المناضل الذي أخذ على عاتقه العمل بوصيتك.

وفي الأخير لا يفوتنا أن نحيي عائلة الشهيد مصطفى مزياني و عبرها كل عائلات شهداء الشعب المغربي و عائلات المعتقلين السياسيين.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....