الفاشية / الشوفينية لن تمر .....

على هامش استضافة عصيد لقاتل الشهيد الطاهر الساسوي

يثار بين الفينة والاخرى نقاشا وجدالا في اوساط الرفاق وخاصة المحسوبين على حلقات ونزعات  تنتمي في معظمها للتيار الماركسي ـ اللينيني  وتتوزع الانتماءات حسب مواقع الاشتغال بين حركة 20 فبراير وتنسيقية الاساتدة المتدربين والاتحاد الوطني لطلبة المغرب .حول ما يسمى  "الحركة الثقافية الامازيغية  " واخرها التعليقات التي  كانت صفحات الفايس بوك مسرحا لها بعد شيوع خبر/ اعلان استضافة المدعو احمد عصيد  لاحد قتلة الشهيد الساسوي ببرنامج تلفزي
وهو نقاش ان كان مرغوبا ومطلوبا بين المناضلين  الدين يتقاسمون المرجعية المعلنة  بل وضروريا  فانه بقدر ضرورته وأهميته يتعين ان يلتزم باصول وضوابط النقاش الرفاقي والدي له قوانينه وقواعده كما صاغتها تجارب الشعوب  والحركة الشيوعية العالمية نقاش يتاسس على الحوار الديمقراطي  على قاعدة الاقناع والاقتناع اولا وثانيا على التزام اقصى درجات الموضوعية في النقاش الدي يجب ان ينصب على الافكار والرؤى  ومحاكمتها على ضوء  معطيات الواقع الملموس اولا وبالاستناد على المرجعية وثوابتها والا سينزاح هدا النقاش والنقد عن طابعه الثوري الصارم وسيجعله يسقط في شرك البوليميك بمعناه القدحي وكيل ترسانة من الاحكام المتسرعة  بدل انتاج المواقف والتحاليل المعرفية الصارمة لتصويب الرؤية وبناء   قواعد   لتحديد الخط الفكري السياسي للتيار ومن ضمنه الموقف من القضايا والمسائل المثارة في الساحة الفكرية السياسية والموقف الصائب من  الحركات التي ينتجها ويفرزها الواقع  المتفجر وحركة التناقضات بالمجتمع  وجدلية الصراع الطبقي الدي يخترق كل مكونات المجتمع الطبقية ومستوياته المتعددة والمتنوعة .
في هدا الاطار ارى انه من الواجب ان نساؤل رؤيتنا   وتصورنا بخصوص  ما اصبح يتداول في الساحة الفكرية والسياسية والحركات الاجتماعية الجماهيرية  باسم "الحركة الثقافية الامازيغية"  وتقديم الراي والموقف السليم  والثوري من الحركة  بعد التدقيق في توصيفها الطبقي وموقعها ضمن حركة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ,  ليس بالاستناد فقط على  المبادئ العامة  والاساسية للماركسية اللينينة  فقط او بالاستناد على الحقل الضيق والفئوي للصراع الطبقي أي الحركة الطلابية , بل و بالاستناد عليهما وعلى دور ما يسمى "الحركة  الثقافية الامازيغية" في الصرع الطبقي ودورها في هدا الصراع  وتحديد  موقع اصطفافها الطبقي اولا واخيرا .
 في هدا السياق  والاطار وبهده الرؤية للموضوعة / المسالة يتعين  التشديد على ضرورة التمييز بين المسالة الامازيغية بالمغرب بما هي قضية ملحة  ترتبط ببعض خصائص وسيماء المكون الاثني واللسان المغربي أي بما هي  قضية لسان محلي لشرائح واسعة من ابناء الشعب المغربي وتندرج ضمن قضايا التخاطب والتواصل واللغة المتداولة لتسهيل اندماج  مكونات المجتمع الاجتماعية في   الحياة العامة سياسيا وثقافيا  وتطوير اللسان الامازيغي   وتمكينه من مقومات النمو  والتقعيد لصيرورته  لغة التدريس والعلم والتواصل وخلق مصالحة بين المكون الاجتماعي ومحيطه الطبيعي  والمتحول وكدلك بما هي  متوج ثقافي وعاءه بطبيعة الحال لغة التداول والتواصل وهي اللسان  الاصلي ولغة الام .
والمسالة   من هده الزاوية  لا نشك في  كون الحركة الماركسية اللينينية المغربية مستندة على العدة النظرية للماركسية والتجربة الغنية للحركة الشيوعية العالمية وخاصة ثورة اكتوبر العظيمة وحلها لمسالة التعدد اللغوي والقومي باتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية , كانت السباقة   لبلورة رؤية وموقف سليم وثوري ومتقدم  من المسالة وفق منظور  طبقي  يربط حل  هده المسالة بحل المسالة الاجتماعية في شموليتها أي على قاعدة حل التناقض الاساسي والرئيسي بالبنية الطبقية للمحتمع المغربي  بالقضاء على اساس انقسام المجتمع الى طبقات مستغلة ومستغلة والقضاء على جهاز الدولة بما هو اداء السيطرة الطبقية للطبقات السائدة بالمغرب وعلى راسها  البورجوازية الكومبرادورية وكبار الملاك العقاريين والمرابين بهيمنة  فئة الاوليغارشية المالية ونواتها الصلبة الاسرة المالكة  واحلال  علاقة انتاج بديلة  وسلطة ديكتاورية الطبقة العمالية والفلاحين الفقراء في  اطار جمهورية مجالس العمال والفلاحين  الثورية , فضلا عن انها بلورت موقفا  ومهمة ديمقراطية اعتبرتها جزءا من برنامج النضال العام في المرحلة  وهو  النضال من اجل فرض الاعتراف بالامازيغة لغة وثقافة للشعب المغربي .
والتمييز   بخصوص المسمى "حركة ثقافية امازيغية " وهده الاخيرة  هي حركة / تيار فكري  سياسي  اجتماعي  كغيره من التيارات والحركات التي افرزتها التحولات المتسارعة في بينة المحتمع  المغربي وخاصة   التحولات التي تعكس الوضع المازوم  لحركة الصراع الطبقي  وللتناقضات الطبقية . حيث في هده اللحظة والزمن من تطور التناقضات تستدعي الطبقات الرجعية  الى المشهد كل النزوعات الماضوية الرجعية الاشد تخلفا بغاية   خلق انقسامات  افقية وعمودية في اوساط الجماهير الشعبية الكادحة   واساسا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وجماهير  المعطلين بالاحياء والارياف
"والحركة الامازيغة " واحدة من التيارات والحركات والنزعات  الرجعية الماضوية الاشد تخلقا برزت في الساعة الفكرية  والسياسية وفي القلب من الحركة الجماهيرية لتلعب دور تقسيميا  في اوساط الجماهير الشعبية الكادحة   ودلك بنشر  وعي مغلوط يؤسس  لجبهات الصراع والانقسام على اسس عرقية طائفية في  بالاعتماد على عنصر اللسان والرموز المسماة ثقافية   واستدعت لتبرير وشرعنة الوجود كل الرموز  الموغلة في التخلف   وهو ما جعلها في الواقع المتفجر للصراع الطبقي تصطف  في جبهة اعداء  حركة الجماهير الواسعة وتياراتها المناضلة الثورية وخاصة الماركسية اللينينية بالاوساط الجامعية وداخل الحركة الطلابية وهو ما جعل  من توصيفها  كتجلي من تجليات الحضر العملي ورديف للفاشية الدينية المسماة في ادبيات الحركة الطلابية  القوى الظلامية  مشروعا  ومؤسسا على  تحليل  علمي لادوارها التخريبة داخل الحركة الطلابية  واداة لتمطيط وديمومة واقع الحضر العملي على اوطم .
وجدير الدكر ان "الحركة الثقافية الامازيغيىة"  كفعل وممارسة ميدانية وادوار ومواقف ورؤى  تمارس في الواقع المعاش وفي حركة الصراع الطبقي . تشترك مع التيارات  الفاشية الدينة في قواسم مشتركة كثيرة اولها  :خلق الانقسام العمودي والافقي في اوساط الجماهير الشعبية الكادحة على اسسس طائفية   وعنصرية  : امازيغي / عربي عروبي ـ مسلم / علماني ملحد متغرب , ويلتقيان في التاسيس  للهوية على الميتافيزيقا او الجغرافية بدل   الانتماء الطبقي  والموقع ضمن خريطة الصراع الكوني العالمي . ويلتقيان   في الحل  الفاشي  للصراع بما يعني من  قتلوابادة ونفي  للاخر المتناقض والمختلف . والحركتان بهده الطبيعة العنصرية الرجعية   والشوفينية  كان من الطبيعي والمحتم  ان تتواجه مع المجتمع ومع مكوناته الثورية طبقيا وسياسيا وفكريا وهو ما  وقع في  مواقع جامعية عديدة وخاصة موقع مكناس والراشيدية  واخرها وليس اخيرها موقع مراكش واكادير لتنتقل المواجه في هدا التوقيت الى  الطلبة الصحراويين  سواء باكادير او مراكش .
من هده الزاوية  يتؤسس الموقف من الاحداث ومخلفاته  وبهده الرؤية لا يمكن القول  بكون القاتل معتقلا سياسيا    باي حال من الاحوال والا اعتبرنا قطعان  ومجندي كتائب الموت بليبيا وسوريا  المسماة داعش والنصرة  والقاعدة شهداء والمجند الفاشي عبد الرحيم الحسناوي  بفاس  شهيدا ايضا  وحينها نقتقد البوصلة  ونسقط في المستنقع  بما يضيع ويمحي الحدود الفاصلة  كما تفعل الحركة الحقوقية وبعض الابواق   الاعلامية الارتزاقية والاقلام التي تدعي اليسارية  والثورية حينما تختفي وراق الموقف التضليلي "نبد العنف في الوسط الجامعي"  بشكل يفصله عن سياقه ويجرده من هويته وطابعة  ويخلط الادوار ويضبب الرؤية ويشوه الوعي الطبقي في زمن الجزر وهو من اخطر اسلحة البورجوزية  في العصر وكانه يدعوننا للاستسلام للرجعية والتعايش معها رغم طابعها وادوارها لتدميرية لرصيد الحركة الثورية المغربية  وتبديد لتراكم سنوات من التضحيات لجماهير الشعب الكادحة في الوقت الدييتطلب  الامر  سيادة خط المواجهة الشاملة  ايديولوجيا  وسياسيا وميدانيا لدحر  النظام وتوابعه وادواتها الرجعية ومنها  المسماة الحركة الثقافية الامازيغية  ورديفها الفاشية الدينية   والدفاع عن الامازيغية  في بعدها الثوري وجزءا من  المسالة الاجتماعية وقضية التحرر الطبقي والوطني .

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....