الراي الحر :

سوريا في خضم الصراع بين الدول الاستعمارية من أجل إعادة اقتسام العالم

"نشر حزب الوطد الثوري الماركسي ـ اللينيني بتونس على صفحته الرسمية بالفايس بوك دراسة تعرض وجهة نظره الحرب الدائرة بسوريا ما بعد انتفاضة فبراير 2011 الى الان   رصد من خلالها  التدخل الامبريالي والرجعيات العربية والاقليمية  لتوجيه مسار الانتفاضة  الذي افضى الى اجهاضها. ونظرا لاهمية الدراسة  وما تضمنته من معطيات وتحليل عميق بعيدا عن النزعة القومية  المثالية  يسر " الصباح الاحمر " ان تعيد نشرها  لتعميم الاطلاع للرفاق والاصدقاء والاستفادة من دروسها  دون ان يعني اتفاقنا  التام مع ما تضمنته من  افكار التي قد نختلف  او نتفق معها , املين ان تكون ارضية لاثارة النقاش  حول انتفاضات الشعوب في الوطن العربي الكبير وما افرزته من  نتائج منتهية الحدوث او هي في طور التشكل والتكون في مسار معقد من الصراعات يتداخل فيها الطبقي / الوطني  بالاقليمي والعالمي  في زمن ومرحلة اصبح فيها الترابط بين الانظمة والاقطار والجغرافيات السياسية بنيويا. وجدير بالذكر ان الدراسة  مطولة ارتئنا  نشرها على ثلاثة حلقات هي نفسها اجزاءها الثلاث كما جاء في الدراسة الاصلية " 

الجزء الأول: الصراع الامبريالي الرجعي على سوريا

اندلعت الانتفاضة الشعبية ضد النظام الحاكم في سوريا خلال شهر مارس سنة 2011 وسرعان ما تلاها مسار دموي رجعي للقضاء عليها سواءا بقمعها الوحشي من قبل النظام الحاكم أو بتدخل إمبريالي أمريكي أوروبي بالوكالة في مرحلة أولى عن طريق ما عرف بـ"الجيش السوري الحر" أو التنظيمات الإقطاعية الظلامية الإرهابية نذكر منها "داعش" و"النصرة" و"جند الشام" و " جيش الاسلام " وغيرها كصناعة إمبريالية سرطانية أنتجت لتسميم جسم شعبنا العربي ليس في سوريا فحسب بل وفي كامل الأقطار العربية. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت سوريا مسرحا لحرب رجعية مدمرة خططت لها، واستغلت الانتفاضة الشعبية لشنها الأقطاب الامبريالية المتصارعة على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما: روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا من جهة ثانية بتواطؤ من الأنظمة الرجعية العميلة لها في تركيا والسعودية وقطر والكيان الصهيوني أساسا ضمن المعسكر الأمريكي وفي إيران والعراق إضافة إلى حزب الله ضمن المعسكر الروسي، حرب تسببت في مئات الآلاف من الضحايا من أبناء شعبنا الأبرياء بين شهداء وقتلى(أكثر من 220 ألف قتيل حسب الاحصائيات الرسمية) وجرحى في صفوف الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وفي القهر المادي والنفسي ، وفي تهجير الملايين داخل سوريا وخارجها، وفي خراب المباني والبنية التحتية عموما وتطور الصراع في مرحلة لاحقة ليأخذ شكل تدخل عسكري مباشر في سوريا ( غارات جوية ) من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ثم روسيا في الآونة الأخيرة .
إن التدخل العسكري الروسي المكثف في الشأن السوري بداية من شهر أكتوبر 2015، والذي يتم تحت غطاء القضاء على التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها " داعش" التي تشكل خطرا على الانسانية وعلى الأمن القومي الروسي حسب ما يروجه الخطاب الرسمي لرموز النظام الحاكم في روسيا، قد أحدث جدلا كبيرا في المستوى المحلي والعربي والعالمي بين مؤيد لهذا التدخل ورافض له. ولكي يتم تحديد الموقف السليم من التدخل الروسي ومن الصراع عموما الدائر رحاه في سوريا منذ قرابة 5 سنوات لا بد من الإجابة على الأسئلة الحارقة التالية :
 ما هي أسباب الصراع الامبريالي الرجعي على سوريا وما هي أهدافه؟
 لماذا التدخل العسكري الروسي في هذا التوقيت بالذات؟
ماهي طبيعة القوى المتصارعة على سوريا ؟
 1 ـ أسباب الصراع الامبريالي الرجعي على سوريا
 1 ـ 1 التناقض بين الكتل الرأسمالية والدول الامبريالية الاستعمارية باعتباره أحد التناقضات الأساسية التي تشق العالم اليوم
إن الصراع الامبريالي الرجعي المحموم الدائرة رحاه اليوم على سوريا يحركه التناقض بين الكتل الرأسمالية والدول الامبريالية الاستعمارية - وهوأحد التناقضات الأساسية التي تشق العالم اليوم - من أجل إحتكار حيازة المستعمرات واشباهها وإعادة اقتسام العالم. فمصالح المؤسسات الاحتكارية العالمية المالية منها والاقتصادية و راعيتها الدول الاستعمارية الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية / فرنسا / بريطانيا / ألمانيا / روسيا / الصين / اليابان/ إلخ..) والأقطاب الامبريالية ( الولايات المتحدة / بريطانيا / كندا) ( "الاتحاد الأوروبي")( دول شرق آسيا بقيادة اليابان) ( روسيا والصين) الاقتصادية منها والسياسية والعسكرية هي التي تولد بانتظام الحروب العدوانية الظالمة والتدخلات العسكرية المباشرة والغارات الجوية والحروب بالوكالة والحصار الاقتصادي والحظر الجوي وهي التي تنتج الصدامات الإقتصادية و السياسية والعسكرية الشرسة، وهي جميعها سياسات وآليات ووسائل تعمل بواستطها تلك الدول والأقطاب على الحفاظ على مصالحها من خلال إحكام السيطرة على بلدان العالم الأخرى لنهب ثرواتها الطبيعية وخيراتها وتوظيفها كسوق لتصدير رؤوس أموالها و بضائعها ولإمتصاص دماء شعوبها باستغلالها كقوى عمل بأثمان بخسة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى إزاحة المنافسين من الأسواق العالمية والاستيلاء على مستعمرات "هم" والمناطق الخاضعة لنفوذهم وإلى تركيز قواعد عسكرية لهم في الجهات والمناطق الاستراتيجية من العالم من أجل استعمالها للتدخل السريع كلما استشعرت تلك القوى الخطر المهدد لمصالحها وامتيازاتها ووجودها. هذا هو إذن الاطار العام الذي يندرج ضمنه الصراع الامبريالي المصلحي على سوريا والعراق وليبيا واليمن وأوكرانيا وجورجيا وعلى غيرها من مناطق العالم.
 1 ـ 2 الصراع على سوريا يهدف إلى إحكام السيطرة على مصادر الطاقة والى التحكم في طرق نقلها
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي سنة 1991 وبالخصوص منذ سنة 1995 انكبت الدولة الروسية كقوة امبريالية عالمية بقيادة بوتين على إعادة تحصين مصالح وثروات البرجوازية الروسية أمام هجمات البرجوازية الاحتكارية في الدول الامبريالية الأخرى وخاصة الولايات المتحدة التي عملت على نهش ثروات روسيا و نهب مرافقها الإستراتيجية عبر "خصخصتها". وعلى هذا الأساس بدأت الدولة الروسية في تحديد إستراتيجية شركة «غازبروم» الروسية التي أنشئت في بداية التسعينيات. كان الفضاء المحدّد لإنتاج وتسويق الغاز، روسيا وأذربيجان وتركمنستان وإيران ثم الشرق الأوسط عموما. لذلك أنشأت الدولة الروسية خطين: خط التدفّق الشمالي "نورستريم"(North Stream ) وخط التدفّق الجنوبي "سوثستريم"( South Stream) الخط الشمالي يزوّد ألمانيا وأوروبا الشمالية بينما الخط الجنوبي يزوّد أوكرانيا واليونان. بالمقابل حاول الأميركيون إنشاء خط تحت اسم "نابوكو" من بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا. ولم تكتف القيادة الروسية بإنشاء الخطّين المذكورين بل سارعت إلى إنشاء محور اقتصادي مع الصين وهو ما يعرف بـ"منظومة شانغهاي" التي تؤمن التعاون والنمو الاقتصادي عبر "أوراسيا " .
تكمن أهمية الغاز في الكمّيات الهائلة من مخزون مناطق الشرق الأوسط بدءا من إيران ثم قطر والآن شرق البحر المتوسط باكتشاف خط يبدأ مقابل شواطئ غزّة ويمتدّ شمالا حتى سوريا وجنوب تركيا.وعلى ما يبدو فإن الاحتياطات الكبيرة تقع أمام الشاطئ السوري. وتفيد عدّة مصادر أن الاحتياطات الأولوية في الحوض الشرقي للبحر المتوسط يوازي وربما يفوق احتياطات إيران المقدرة بأربعين تريليون متر مكعب. ولكي نفهم قيمة هذا الاحتياطي نشير إلى أن الاستهلاك العالمي للغاز في العالم قارب 114 تريليون متر مكعّب عام 2010. تستهلك دول "الحلف الأطلسي" ما يوازي 42 في المائة من الاستهلاك العالمي أي 48 تريليون متر مكعب. أما إنتاج دول الحلف الأطلسي فهو يقارب 38 تريليون متر مكعّب ما يجعلها تستورد حوالي 10 تريليونات متر مكعّب معظمها من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وهو ما يبين التبعية لنفط دول الشرق الأوسط. وهذه الأرقام في تصاعد، أي إلى المزيد من الإرتباط مع تلك الدول بخصوص استهلاكها للغاز. من هنا نفهم البعد الاستراتيجي للغاز في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الغاز السوري الذي لم يعلن بشكل واضح حجم حقوله . 
 فإذا كانت الحقول في شرق البحر المتوسط أكثر من احتياطات إيران فهذا يعطي أهمية قصوى لتثبيت المواقع والنفوذ خاصة وأن أوروبا بشكل عام هي على وشك الإفلاس بسبب الأزمة الرأسمالية الخانقة التي اندلعت في أمريكا سنة 2007 وتعتبر في حاجة ماسة إلى مصادر طاقة كالغاز. 
اليونان من جهتها  تتغّذى من غاز إيران وكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بحاجة إلى غاز دول الشرق الأوسط. فرنسا استطاعت عبر الباب الليبي تثبيت موقع لها هناك بعد سقوط القذافيمن خلال دعمها للسلطة الجديدة العميلة الضعيفة في ليبيا. لذلك تريد أن تكرّر السيناريو في سوريا التي تبقى سوقا استراتيجية لروسيا. لكن سوريا ليست ليبيا فهي بحكم ارتباطها الوثيق منذ مدة بروسيا مستعصية على الأهداف الاستعمارية الفرنسية من هنا نفهم شراسة الهجوم الفرنسي على النظام السوري .
 أما تركيا فتأخرها في حسم أمرها بالمشاركة في شركة "نابوكو" الأمريكية حيث كان من المتوقع أن يمر الخط في أراضيها وأن تكون مستودعا لنقل وتسويق الغاز المستخرج من بحر قزوين بمستوى ما يقارب 40 تريليون متر مكعّب جعلها "تخسر" موقعا استراتيجيا، أضف إلى ذلك القرار الإيراني بتجنّب نقل الغاز عبر تركيا والمرور بسوريا يزيد من الخسارةالإستراتيجية التركية. ومن هنا أيضا نفهم شراسة هجوم النظام التركي على النظام الحاكم في كل من سوريا وايران وطموحها إلى تغيير في سوريا يضمن تركيز نظام جديد خاضع لمشئية السلطة في تركيا قصد التحكم في الغاز السوري المكتشف حديثا وفي طريق توزيعه .
 أما قطر فكان طموحها إمداد خط يصل إلى تركيا عبر سوريا ليكون لها رأي في منسوب الإنتاج والتسويق لحقول سوريا المرتقبة وذلك حفاظا على مصالح غازها. لكن المرور عبر سوريا لم يعد ممكنا بعد الموقف المعادي تجاهها. من هنا نفهم مرة أخرى شراسة الموقف القطري . 
و إذا أخذنا بعين الاعتبار الاتفاق الذي تمّ العام 2011 بمرور خط للغاز من إيران عبر العراق إلى سوريا لتغذية أوروبا، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الخط الجنوبي "سوثستريم" الروسي يغذّي جنوب أوروبا في ظل غياب خط "نابوكو" الأميركي الذي تأخّر وما زال متأخرا في نقل الغاز من بحر قزوين إلى تركيا لتغذية أوروبا نفهم مدى أهمية الدور الروسي في مدّ أوروبا بالغاز. فإذا أرادت أوروبا وخاصة الدول "الأطلسية" التحرّر من الابتزاز الروسي فلا بد لها من السيطرة على الغاز في منطقة الشرق الأوسط وفي طرق نقله .
 لهذه الأسباب نجد أن الدعم الروسي لسوريا في مواجهتها مع الأقطاب الامبريالية الأخرى ومن ورائها المحور التركي القطري السعودي هو حــاجة روسيـة بمقدار أنه حاجة سورية. من هنا نفهم لماذا لن تتخلّى روسيا في المدى المنظور عن سوريا لأن أمنها الاستراتيجي و أمنها المتعلق بالطاقة يحتاجان إلى أن تكون سوريا خاضعة لسياساتها ونفوذها خاصة و أن إنتاج سوريا قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية قد وصل إلى 383 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، و316 ألف قدم مكعب في اليوم من الغاز الطبيعي في حين أن الإنتاج الحالي لم يتجاوز 25 ألف برميل يوميًا، أي بانخفاض نسبته 90% مقارنة بمستوى الإنتاج عام 2011. فالمحور السوري الإيراني الذي ينضم إليه اليوم العراق له عمق استراتيجي يمتد شمالا إلى بحر البلطيق وشرقا إلى فلاديفوستوك وبحر الصين.ونقدم فيما يلي فكرة عن إنتاج النفط والغاز في سوريا :
أ- الأحواض المنتجة
- الجزء السوري من حوض ما بين النهرين: يستمر الإنتاج من هذه الحقول منذ عام 1968، ويبلغ الإنتاج اليومي الحالي 116 ألف برميل يوميا .
- حوض الفرات: يقدر احتياطي هذا الحوض بـ480 مليون متر مكعب من النفط القابل للإنتاج. ومع ذلك، فما زالت الأعمال الإستكشافية في هذا الحوض غير كافية، والشركات العاملة هناك تبحث عن ربح رخيص بالتنقيب عن النفط في مواقع مجاورة للحقول المكتشفة .
 .  ـ الحوض التدمري: يقع معظمه في بادية الشام ويشغل ربع مساحة سوريا، ويعتبر أضخم حوض للغاز
ب- الأحواض الواعدة
هي أحواض أكتشف فيها مخزونا هاما من النفط والغاز وتقوم اليوم العديد من الشركات بالحفريات لاستخراج هذه الثروة .
 حوض شرق البحر الأبيض المتوسط: يمتد من العتبة غربا  ـ إلى البحر الميت والبقاع شرقا إلى تركيا وأوروبا شمالا وأفريقيا جنوبا.أجريت فيه مسوح بحرية قبالة الشواطئ السورية عن طريق سفن أبحاث روسية وفرنسية وفرق جيوفيزيائية أجنبية، واكتشفت فيه بنى جيولوجية ضخمة أهمها حافة طرطوس وحافة اللاذقية.
 - حوض دمشق- العرب: يمتد هذا الحوض بين جبل قاسيون و البادية التدمرية ( نسبة لمدينة تدمر) الجنوبية شمالاً والحدود الأردنية جنوبًا والجولان غربًا والصحراء السورية شرقا. حفرت فيه الشركة السورية للنفط بئرًا عميقة و عرضت شركة إيطالية التنقيب عن النفط في قسمه الشرقي .
- الصحراء السورية: قدر احتياطي النفط القابل للإنتاج في هذا الحوض بـ3355 مليون مترا مكعبا من النفط. كما أن امتداده الشرقي في الأراضي العراقية يحتوي احتياطيا ضخما من النفط والغاز يقدر ب20 مليار برميل قابل للإنتاج.
 - منخفض حمص: يقع وسط سوريا ومع أن الاحتياطي المفترض لهذا الحوض يقدر بمائة مليون متر مكعب قابل للإنتاج، فلا يزال هذا الحوض غير مدروسِ بما فيه الكفاية. ( راجع مقال النفط والغاز في سوريا الصادر بالجزيرة نت)
 1 ـ 3 أهمية سوريا بالنسبة للدولة الروسية كقوة امبريالية
بالاضافة إلى الطاقة فإن لسوريا أهمية خاصة بالنسبة للدولة الروسية كقوة امبريالية لها مكانتها ووزنها في الصراع الدولي الاستعماري ولها عدة اعتبارات ومصالح حتمت عليها الدخول المباشر في الصراع السورينذكر منها :
 أ- اعتبار تاريخي : فسوريا كانت الحليف الاستراتيجي لروسيا منذ فترةالصراع بين القطبين الامبرياليين التاريخيين: الاتحاد السوفييتي بلد التحريفية العالمية منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية. فخلال تلك الفترة انتقلت عشرات الآلاف من الروس لسوريا وفي المقابل كانت سوريا ترسل بعثاتها التدريبية والدراسية للاتحاد السوفييتي ، وعندما اندلعت الانتفاضة السورية في 2011 كان هناك ما يقارب من100,000 روسي مقيم في سوريا. هنالك أولاً المصالح الروسيه التاريخيه في سوريا وقبلها المصالح السوفييتيه والمتمثله بالتفرد تقريباً بكل تسليح الجيش السوري والجهاز البوليسي والدورات التدريبيه للضباط السوريين في الأكاديميات العسكريه الروسيه. واستمر الأمر كذلك وتصاعد بتركيز القاعده البحريه الروسيه في ميناء طرطوس على البحر المتوسط. إذن هنالك مصالح بالمليارات لروسيا في الساحه السوريه، ولا يمكن لها أن تتخلى عنها بسهوله وتنسحب تاركة الأمر لغيرها كي يعبئ الفراغ .
ومن خلال صراعه مع الأقطاب الامبريالية الأخرى فتح النظام  الروسي أمامه قسماً مهماً من الفضاء السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري في الوطن العربي، خاصةً في سوريا ومصر (حتى وصول مبارك) وليبيا واليمن والجزائر والعراق. وكانت سوريا خاضعة أكثر من غيرها لهذا العامل بإعتبارها من دول الطوق القريبه، واستمر الحال على هذا المنوال إلى اليوم .
 ب ـ تريد روسيا أن تتخذ من سوريا موطئ قدم ثابت لها في الشرق الأوسط وبذلك تضمن إطلالة على البحر المتوسط وحدود برية مشتركة مع كل من تركيا و فلسطين ولبنان والعراق والأردن .
 ت ـ دعم النظام السوري يتوافق مع تطلعات الرئيس الروسي ( ومن ورائه البرجوازية الروسية) لأن تصبح روسيا قوة عظمى في المنطقة في مواجهة الأقطاب الامبريالية الأخرى المتصارعة معها عليها وسقوط ذلك النظام يعني فقدان روسيا للقاعدة العسكرية الوحيدة خارج روسيا منذ فترة مابعد الاتحاد السوفييتي .
 ث ـ تطلعات الرئيس الروسي لكسب مزيد من الشعبية وبالتالي ضمان فترة رئاسية ثالثة على غرار الشعبية التي اكتسبها إثر تدخله في أوكرانيا حيث بلغت نسبة شعبيته 80% وهي نسبة لم يصل إليها رئيس قبله، وهو يأمل تكرار هذا "المكسب" الذي حققه من خلال سوريا تحت مظلة محاربة مخاطر "الدولة الإسلامية" .
 ج ـ بناء روسيا منطقة عازلة على حدودها الجنوبية ضد خطر الإرهابيين خاصة وأن ما يسمى بداعش تضم في صفوفها حوالي 4000 إرهابي من أصل روسي ، خطر عرفته القيادة الروسية من خلال أحداث الشيشان التي أدت بها إلى تدمير العاصمة غروزني .
 خ- إن الموقف الروسي الداعم للنظام السوريي يحركه الدفاع عن موقع روسيا في سوريا والمحافظة على التسهيلات المرفئية لأسطولها في طرطوس، كما أن روسيا تريد إيقاف الرحف الأمريكي الذي يأتي على الأخضر واليابس في كل مكان من العالم وخاصة في الشرق الأوسط والمحافظة على المناطق الخاضعة لنفوذها خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها في العراق و ليبيا .
د- المحافظة على المصالح الاقتصادية التي برزت بعد إنتهاء الحقبه السوفيتيه بين البرجوازية
  الروسية ( ما يعرف بالمافيا الروسيه) والشريحة البرجوازية العميلة في سوريا وخاصة منها المنتسبين لعائلة الأسد المالكة ( "المافيا الأسدية على غرار مافيا الطرابلسية). فهناك رجال أعمال سوريون كثيرون منتشرون في أوروبا الشرقيه منذ سنوات في براغ وبلغراد وكييف وموسكو داعمون للنظام السوري الحالي وعلى علاقه مع شركات روسيه كبرى ومع رجال أعمال روس هم من روافد النظام الروسي الحالي ومن صانعي السياسه الروسيه، وهم على علاقه مع أصحاب المليارات في سوريا. هذه العلاقات خلقت شبكه مصالح إقتصاديه هائله خاصة في العشرين سنه الأخيرة وجب المحافظة عليها مهما كان الثمن .
ذ- إن موقع سوريا الجغرافي يتيح منفذاً إلى المتوسط بالنسبة إلى  الدول والشركات التي ليس لها مخرج إلى البحر، والتي تبحث عن أسواق لمنتجاتها من الطاقة، أو تريد منفذاً إلى أوروبا من دون أن تضطرّ إلى المرور عبر تركيا. فرهان العراق وإيران كبير على سورية التي ستدير طرق الوصول إلى البحر، حتى أن النظام الروسي يضع رهاناً كبيراً على سورية مابعد الأسد في ما يتعلّق بمصالحها في مجال الطاقة. فهذه المصالح قد يهدّدها منتجوا الغاز الإقليميون ومصدّروه المحتملون الجدد والناشئون في شرق المتوسط الذين قد يتنافسون مع الغاز الروسي على الأسواق الأوروبية. هكذا، فسنرى أن سورية مابعد الأسد (مع اندلاع الانتفاضة الشعبية) ستكون حتماً عامل تغيير للوضع الحالي المتشكل في مجال الطاقة في المنطقة .
 ر- يشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية.. وهو ما يفسر استعمال الدولتين لحق الفيتو المشترك في "مجلس الأمن "لصالح النظام السوري.
 ففضلاً عن التعاون في الطاقة هناك مصالح استراتيجية أخرى تتمثل في الفهم المشترك الروسي – الصيني لمخاطر المشروع الأميركي على مصالحهما المسمى بالدرع الصاروخية والرادارات التي ركزها "حلف شمال الأطلسي" عليها،ذلك أن واشنطن تشرك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. ولا تكتفي بذلك بل إنها وجهت دعوة إلى الهند في أوائل شهر سبتمبر 2011 من أجل أن تصبح الهند شريكاً في البرنامج نفسه. كما تتقاطع مخاوف الدولة الروسية والصينية كقطبين امبرياليين من تحرك الولايات المتحدة الأمريكية كدولة استعمارية منافسة لإعادة إحياء استراتيجية آسيا الوسطى المسماة بطريق الحرير، وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب لوضع حد للنفوذ الروسي والصيني في آسيا الوسطى بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان وتركيز نفوذ" حلف الناتو" هناك. هذا إضافة الى التدخل الأمريكي الأوروبي في كل من جورجيا وأوكرانيا وأوسيتا وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا. فالتدخل العسكري الروسي بدعم صيني في شبه جزيرة القرم ثم في سوريا يعد خطوة استباقية لكسر الطوق الذي يسعى "حلف الناتو" لضربه على روسيا من أجل تسهيل الاستيلاء على ما تبقى من تركة الاتحاد السوفياتي سابقا.
 ز - منذ اندلاع الانتفاضة السورية كانت روسيا داعما أساسيا لنظام الأسد سواء من الناحية العسكرية أو المادية أو السياسية وذلك بتوفير الغطاء في "مجلس الأمن" لجرائم النظام الحاكم في سوريا أما الآن فإن روسيا قررت التدخل العسكري المباشر .
 1 ـ 4 أهمية سوريا بالنسبة إلى الامبريالية الأمريكية وأداتها الصهونية وحلفائها وعملائها
أ- إضافة إلى أهمية الثروات الطبيعية من بترول وغاز طبيعي والتي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الى السيطرة عليها لا ننسى أن سوريا كانت مستعمرة فرنسية شملها تقسيم الوطن العربي بين كبريات الدول الامبريالية الذي كرسته الاتفاقية التاريخية السيئة الذكر المعروفة باتفاقية "سايكس بيكو" الممضاة سنة 1916 والتي لم تعد ترضي الامبريالية الأمريكية . 
 ب- في إطار الصراع الامبريالي المصلحي من أجل إعادة اقتسام العالم والإطاحة بالمنافسين الاقتصاديين والسياسيين والعسكريين تواصل الولايات المتحدة ضغطها على روسيا في مختلف المجالات، إلى جانب فرض العقوبات عليها والعمل على عزلها خصوصا بعدما فقدت العُملة الروسية أكثر من خمسين في المائة من قيمتها أمام الدولار منذ عام 2012، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط، في حين ترفع أمريكا وحلفائها العقوبات عن إيران التي خسرت هي الأخرى أكثر من 50 في المائة من عُملتها، من أجل فك التحالف بينها وبين وروسيا، وتعميق عزلة روسيا، التي يعمل النظام الروسي علىفكها عبر اتفاقيات مع الصين و بعض دول الشرق الأوسط. ووصل الأمر بالولايات المتحدة وحلفائها حد الضغط على حكومات اليونان وبلغاريا لإغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية المتجهة إلى سوريا.
 ت- إن الدولة الأمريكية الاستعمارية تريد إسقاط النظام السوري كحليف لروسيا، ولكن ليس قبل إيجاد بديل له يخدم مصالحها ويضمن أمن أداتها الكيان الصهيوني في المنطقة، وهي توظف الدواعش لإضعاف النظام ولا تراهن عليها لحكم سوريا إلا للضرورة القصوى، ولذلك فهي وحلفائها من الدول الأوروبية وأداتهم الكيان الصهيوني وعملائهم من دول المنطقة لا يمانعون من تواصل وجود بشار الأسد في السلطة على امتداد مرحلة انتقالية قادمة على الأقل. فالنظام السوري الحالي لا يشكل خطرا على المصالح الامبريالية في المنطقة ولا على أمن الكيان الصهيوني والدليل على ذلك أنه لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان السوري المحتل من قبل الاستعمار الاستيطاتي الصهيوني منذ سنة 1967. ولهذا السبب وجد وما يزال تنسيق محكم بين القيادة الروسية والكيان الصهيوني قبل التدخل العسكري الروسي( زيارة نتانياهو لموسكو قبيل شن روسيا أول هجماتها على العمق السوري) وأثناءه بهدف إحكام التنسيق وتوزيع الأدوار على الأرض، والتأكيد على التكامل وتقاسم النفوذ دون استهداف النظام السوري .
 ث: العمل على إضعاف التنظيمات الإرهابية المتنطعة والتي تسبب حالة من الاستياء والفزع في كل مكان من العالم دون تورط الجيش الأمريكي ميدانياً في أرض المعركة أوتكبد الخزانة الأمريكية خسائر مالية عكس الذي جرى في أفغانستان والعراق مطلع القرن الحالي، مما أنهك الخزانة الأمريكية، فضلاً عن الخسائر البشرية، واهتزاز سمعة "أقوى الجيوش" في العالم. و لذلك اكتفت الدولة الأمريكية بالمتابعة عن قرب وإدارة المؤامرات بحق ملفات المنطقة الحارقة ، وجني الأرباح والمكاسب عبر وكلائها وحلفائها أو حتى خصومها. وعلى هذا الأساس لم تعارض بشدة التخل العسكري الروسي في سوريا واكتفت بالتحذير.
ج- تعمل الولايات المتحدة على مزيد إنهاك وإضعاف روسيا اقتصادياً وعسكرياً، عبر الزج بها في المستنقع السوري وبالقدر الذي يُلهيها عن أطماعها الأخرى لا سيما في أوكرانيا وأوروبا الشرقية (حيث مناطق نفوذها القديم)، وبالتالي ينحسر دورها الخارجي العابر للحدود المنافس والمزعج للأقطاب الامبريالية الأخرى بقيادة الولايات المتحدة، لتخرج روسيا من ذلك المستنقع في نهاية المطاف منهارة متفككة، أقل قوة وتأثيراً إقليميا ودوليا
 2 ـ لماذا التدخل العسكري الروسي في هذا التوقيت بالذات؟
1.2- إن عدم التدخل العسكري الأمريكي في سوريا والاكتفاء ببعض الغارات الجووية والتي من بين أهدافها مد "داعش" بالأسلحة والتمويه بأن ذلك تم على وجه الخطأ يحركه الخوف من الوقوع في وحل سوريا على شاكلة ما وقع في العراق وأفغانستان وما ترتب عن ذلك من حسائر فادحة البشرية منها والمالية وفي المعدات.كما أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عجزت لحد الأن عن إسقاط النظام السوري وإرساء بديلها بدون أن تستولى "داعش" و"النصرة" وبقية الإرهابيين على كل السلطة في هذا البلد.هذا الوضع قد جعل النظام الروسي يستغل هذا الفراغ لدعم ركائز وجوده في المنطقة وفي سوريا بالذات ولغلق الباب أمام إمكانية أي تدخل عسكري مباشر أمريكي أوروبي للإطاحة بالنظام الحاكم في سوريا على غرار ما وقع في ليبيا سنة   2011 . 
 
 2 ـ 2 روسيا لا تريد أن تقتصر وسائل تفاوضها حول سوريا على دورها في "مجلس الأمن" ، وعلى تسليحها للجيش السوري، ونفوذ خبرائها ومستشاريها ورجال استخباراتها فحسب، بل تريد أن تكون موجودة على الطاولة بصفتها طرفا عسكريا فاعلا على الأرض وليس فقط بصفتها دولة عظمى حامية للنظام .
 2 ـ 3 يفسر التدخل العسكري الروسيفي سوريا بدرجة الضعف الّتي وصلت إليها قوّات الجيش النظامي، بحيث أصبحت احتمالات الانهيار المفاجئ غير مستبعدة، وتراكمت سلسلة من الهزائم المتتالية في جبهات مختلفة. وقد لمست روسيا في الفترة الأخيرة الوضعية الهشة للنظام السوري التي أصبحت غير قابلة للسيطرة فأنشأت قاعدة جديدة في اللاذقية حتى يبقى النظام صامدا،إذ بسقوطه تخسر روسيا ومن ورائها إيران مصالحهما في سوريا
 2 ـ 4 ظهور تيار متعاظم يوما بعد يوم في صفوف النظام الحاكم في سوريا يغذيه العديد من أصحاب رؤوس الأموال الذين لهم استثمارات كبرى في دول أوروبا الشرقية وروسيا يعكس تخوفا من تزايد الوجود والنفوذ الايراني في الساحة السورية، لأسباب مذهبية ولسبب آخر أهم هو أن النظام الايراني الحالي غير مضمون البقاء ومعرض للسقوط عند أول هزة داخلية قوية وقد اتضح ذلك للطبقات والفئات المؤيدة للنظام السوري خاصة بعد الانتفاضة الشعبية الايرانية العارمة التي اندلعت منذ مدة وكادت أن تطيح بنظام الملالي. وبالتالي فالمراهنة على إيران تبدو خاسرة على المدى الاستراتيجي .
في المقابل يتعاطف ذلك التيار مع  روسيا باعتبارها دولة عظمى وأكبر دولة في العالم من حيث المساحة الجغرافية ومن إحدى أكبرها على الصعيد الديمغرافي بثرواتها الواسعة من الغاز و المعادن وترسانتها العسكرية الهائلة، ولذلك تبقى روسيا بالنسبة إليه مضمونة أكثر بكثير من النظام الايراني و بالتالي فإن الرهان عليها يكون أفضل ، وهو ما يفسر دعوة بشار الأسد روسيا للتدخل العسكري في سوريا. وقد إلتقطت روسيا هذه الاشارات بسرعة وقامت بحملتها الحاليه السياسية والعسكرية، و قوّى التيار المراهن على روسيا الإمتعاض الروسي غير المعلن من إيران بعد توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وحلفائها واختفاء الشعارات المنددة بأميركا من الساحات العامة في طهران والتصريحات المتواترة التي ذهبت بعيدا في عملية فتح أبواب إيران أمام الولايات المتحدة التي سماها نظام الملالي الشيطان الأكبر منذ تربعه على سدة الحكم . 
هذا لا يعني أنه سيكون هناك تصادم بين النامين 
الروسي الايراني في الساحة السورية ولكنه بداية تباين قد يتحول مع الزمن الى نزاع وخلاف. ولم يقف الأمر عند الدعوة إلى التدخل العسكري الروسي، بل أعطيت استثمارات النفط والغاز في الساحل السوري لشركات روسية و فتح المجال أما النظام الروسي لتوسيع و تطوير القاعدة البحرية له في طرطوس وتحويل مطار اللاذقية الى مطار عسكري و زيادة عدد المستشارين الروس وتكثيف التعاون العسكري مع النظام السوري إضافة الى 150 ألف جندي روسي هم في طريقهم إلى سوريا .
 2 ـ 5 يبدو أن الحملة العسكرية الروسية الحالية لا تعني الاستعداد للذهاب إلى الحرب في سوريا فحسب بل والاستعداد للذهاب أيضاإلى "تسوية سياسية" كمؤامرة كبرىعلى شعبنا في سوريا والأقطار الأخري وعلى شعوب بلدان منطقة الشرق الأوسط برمتها باتفاق مع الجانب الأمريكي على أساس بقاء النظام السوري الحاليورحيل بشار الأسدبعد مرحلة انتقاليةوبعد القضاء على الدواعش واستقرار الوضع في سوريا –وقد تكفلت روسيا بالقيام بذلك ضمانا لتواصل وجود النظام الحاكم الحالي الذي يخدم مصالحها حتى وإن وقعت التضحية بالأسد- وهو ما يفسر عدم اعتراض الموقف الأمريكي على التدخل العسكري الروسي واكتفاء بالتحذير والنقد، عدم اعتراض يفسر بالعوامل التالية : 
  ـ النظام السوري ـ حنى وان بقي ـ لا يشكل خطرا لا على المصالح الأمريكية والأوروبية ولا على أمن الكيان الصهيوني أداة الامبريالية العالمية في حين يشكل وجود بشار الأسد في الحكم عائقا يحول دون توصل القوى المتنازعة إلى اتفاق ينهي الحرب خاصة وأن كل من الطرف الأمريكي والفرنسي والنظام السعودي والقطري يتمسكون برحيل بشار الأسد.
-  إن القطب الامبريالي الذي تقوده أمريكا قد حقق جزءا كبيرا من أهدافه المتمثله في تدمير سوريا ومنعها الوقوف على قدميها على امتداد الخمسين سنة القادمة على الأقل، وأن كل أطراف النزاع الداخلي في سوريا قد استنزفت قواها وبالتالي صارت الأوضاع السياسية والاجتماعية والنفسية ملائمة تماما للشروع في تسوية سياسية تلبي الحد الأدنى من مطالب مختلف الأطراف على أساس ما وصلت له موازين القوى في الصراع الدموى المتفجر في سوريا
 من جهة أخرى يريد النام الروسي تحقيق التسويه التي يريدونها بالاعتماد على وسائل ضغط وقوة تضمن لهم مصالحهم: قواعد بحرية ومطارات وخبراء عسكريين وأسلحة يعرفون وحدهم أسرارها. وبالتالي فلا يمكن أن تحصل ولأسباب كثيرة أي تسوية في سوريا بمعزل عن الامبريالية الروسيةوفي غيابها ، وبالتالي فحضورها اليوم في المسألة السورية وبهذه الوتائر المتسارعة والمتصاعده يدخل في هذا الاطار .

يتبع الجزء الثاني 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 ابريل 2014

اراء حرة ..... وثائق ومناقشات

لكسر جدار الصمت .....